|
النقل الفوري ... ما هو ؟ وكيف يتم ذلك ؟!
================
لسنوات عديدة استخدمت تجربة EPR كـ مثال على النصر العظيم الذي حققته نظرية الكم على منتقديها , لكنه كان نصراً فارغاً من دون نتائج عملية ملموسة حتى الآن .
تجربة الـ EPR " وهي تجربة صممها آلبرت آينشتاين و بوريس بودولسكي ونيثين روزن لـ قتل الفكرة الإحتمالية لميكانيك الكم وإثبات أنها خاطئة , واُختصرِت بأسماء العلماء الثلاثة EPR "
لكن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها , فقد تغيّر كل شي في عام 1993 عندما برهن علماء يقودهم تشارلز بينيت في شركة IBM على أنه من الممكن فيزيائياً نقل الأجسام على الفور على المستوى الذري على الأقل باستخدام تجربة EPR ومنذ ذلك الوقت تمكّن الفيزيائيون نقل فوتونات وحتى ذرات سيزيوم بكاملها .
لكن كيف تم ذلك ؟! هل هو سحر أم ماذا ؟
يستغل النقل الفوري الكمومي بعض الخصائص لتجربة EPR بحيث يبدأ الفيزيائيون في تجارب النقل الفوري هذه بذرتين A و C , دعنا نقل إننا نريد نقل المعلومة من الذرة A إلى الذرة C , نبدأ أولاً بإدخال ذرة ثالثة B والتي تبداً مرتبطة مع الذرة C , بحيث تكون الذرة B و C مرتبطتين , الآن تتصل الذرة A بالذرة B , وتمسح الذرة A الذرة B بحيث ينتقل المحتوى المعلوماتي للذرة A إلى الذرة B , وبذلك تصبح A و B مرتبطتين في هذه العملية , لكن بما أن C و B مرتبطان أصلاً , فإن المعلومة ضمن A قد انتقلت الآن إلى الذرة C , أي أن النتيجة هي الانتقال الفوري للذرة A إلى الذرة C , أي أن المعلومة في الذرة A مطابقة تماماً للمعلومة في الذرة C .
لاحظ أن المعلومة ضمن الذرة A قد دُمّرت ( أي أنه لن تكون لدينا نسختان بعد عملية النقل الفوري ) ويعني هذا أن أي شخص يُنقل نقلاً فورياً سيموت في أثناء العملية , ولكن المحتوى المعلوماتي لجسمه سيظهر في مكان آخر .
لاحظ أيضاً أن الذرة A لم تنتقل إلى موقع الذرة C على العكس من ذلك فإن المعلومة ضمن الذرة A ( كـ الدوران والاستقطاب على سبيل المثال ) هي التي انتقلت إلى الذرة C .
ولا يعني هذا أن الذرة A قد انحلّت ثم انتقلت إلى موقع آخر , إن هذا يعني أن المحتوى المعلوماتي للذرة A قد انتقل إلى ذرة أخرى C .
ومنذ الإعلان الأولي عن هذا الاكتشاف أصبح التنافس شديداً بين المجموعات البحثية المختلفة , وحدثت التجربة التاريخية الأولى للنقل الفوري الكمومي لفوتونات الضوء فوق البنفسجي في جامعة إنغسبورك في عام 1997 , وقد اتبعت هذه التجربة في السنة التالية من قبل باحثين في جامعة كاليفورنيا التقنية الذين أجروا تجربة أكثر دقة تشمل نقلاً فورياً للفوتونات .
وفي عام 2004 كانت تجربة النقل الفوري الكمومي على الذرات الفعلية وليس على الفوتونات بمنزلة خطوة مهمة نحو جهاز نقل فوري أكثر واقعية .
وفي عام 2006 أجري نقل فوري لجسم كبير أول مرة , استطاع فيزيائيون من معهد ماكس بلانك في ألمانيا ومعهد نيلز بور في كوبنهاغن ربط شعاع من الضوء مع غاز من ذرات السيزيوم وهي عملية تضمّنت تريليونات تريليونات الذرات .
وقد يستطيع العلماء خلال عدة عقود نقل أول جزيء DNA و أول فيروس .
فهل سـ نصل يوماً لآلة تنقل أجسامنا من هنا لـ هناك وكأنها معجزة .
يقول نيلز بور " كم هو رائع أن نصادف معضلة "
ويقول آرثر سي كلارك " أي تقانة متطورة جداً لا يمكن تمييزها عن السحر "
وإن غداً لناظره قريب .
|
