Forum
-
حرب الطاقة بين الإنسان والشيطان
حرب الطاقة بين الإنسان والشيطان |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين ، في هذا البحث سنحاول اكتشاف العلاقة بين الإنسان والمخلوقات اللامرئية مثل الشياطين والجان من خلال الغوص في أعماق كتاب الله سبحانه وتعالى القران الكريم وما اكتشفه العلم الحديث من القوى الكهرومغناطيسية والشحنات التي تنبعث وتحيط بجسم الانسان وتحليل طريقة تاثير تلك المخلوقات على بنو البشر وسبل الوقاية والدفاع التي علمنا إياها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وما أوصانا به سيد الخلق وخاتم النبيين والأئمة المعصومين من بعده صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . سنتعرف على أهم أساسيات البحث بالمقارنة بين خلق الإنسان والشيطان من خلال النقاط التالية : 1. طبيعة خلق الشياطين والجان : أ- قوله تعالى (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ) وقوله تعالى (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ) وقوله تعالى (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) تبين لنا هذه الايات بان الشياطين والجان قد خلقوا من نار ويفسر العلماء في عصرنا الحالي النار بانها ( الطاقةالحرارية والضوئية التي تطلق أثناء التفاعل الكيميائي) ومن خلال هذا التفسير نتبين بان الجان هم مخلوقات طاقوية وليست مادية . ب-قوله تعالى (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) لو تاملنا في عبارة ( تهتز كأنها الجان ) سنعرف يقينا بان الجان تهتز وبما انها مخلوقات طاقة وتهتز اذا فلا بد ان تكون لديها ترددات او شحنات كما في جميع الطاقات . ج- قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) يقول العلماء ان اصل كلمة ( ازاً ) هي من كلمة الازيز كما نقول ازيز النحل او ازيز الكهرباء مما يدل ان الشياطين لها ازيز مثل الكهرباء ! د- من خلال ما تقدم نعرف بان الشياطين والجان هي عبارة عن طاقة ولديها اهتزازات خاصة وأزيز فنستنتج بأنها طاقة ذات ترددات معينة والله اعلم . 2. طبيعة خلق الانسان : أ- قوله تعالى (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ) لقد خلق الله الانسان من طين وتحول بقدره الله سبحانه وتعالى الى مليارات من الخلايا الحية التي يتكون حولها مجالاً مغناطيسياً . ب- تم اكتشاف في منتصف القرن الماضي علمياً بان الانسان تحيط به هالة ضوئية تنبعث منه وان هذه الهالة تختلف من انسان الى اخر . ج- اثبت العلماء بان دماغ الانسان يتأثر باية موجات كهرومغناطيسية من حوله وانها تؤثر فيه اما ايجابا او سلباً . د- جميع حواس الانسان تحول ما تشعر به الى اشارات كهربائية وتنقلها الى الدماغ فمثلاً الاذن تحول الصوت من طاقة صوتية الى اشارات كهربائية يقوم بمعالجتها وتحليلها الدماغ . ه- مما تقدم نعرف بان مركز معالجة المعلومات واتخاذ القرار في جسم الانسان ( الدماغ ) يتعامل مع اشارات كهربائية وكهرومغناطيسية . من خلال هذه المقدمة تعرفنا على العامل المشترك بين الانسان والشيطان وسنقوم باخذ كل حالة بشيء من التفصيل من خلال فصول هذا البحث الذي لا ابتغي فيه غير مرضاة الله سبحانه وتعالى ولكي تعم الفائدة والله الموفق .
الباحث علي زامل حسين 2/3/2009
المبحث الاول
الطاقــة
مطلوب دائماً من المؤمن أن يتدبر القرآن كل حسب ما يسمح به ظرفه وما يتيسر له منوقت، فالقرآن ليس حكراً على أحد، وهو كتاب أنزله الله لكل البشر وليس لفئة محددة منالعلماء والمختصين، لذلك أدعو جميع إخوتي وأخواتي من القراء أن يعطوا شيئاً منوقتهم لتأمل آيات القرآن وأن يقدموا شيئاً لهذا القرآن: أقل ما يمكن أن نتدبرالقرآن عسى الله أن يرحمنا ويشفينا ببركة هذا القرآن وأن يكف كيد المستهزئين بنبيناصلى الله عليه واله وسلم.
علم الطاقة
اهتزازات لها تردداتمحددة لكل لون من ألوان الضوء.
الحرارة التي نحس بها والبرودة التي تجعلنا نرتجف ما هي إلا اهتزازات أيضاًلا نراها ولكنها موجودة! إن كل ذرة في جسدنا تهتز بسرعة لا يتصورها مخلوق، والسوائلداخل الخلايا تهتز أيضاً، ويمكنني أن أقول إننا نعيش في عالم منالاهتزازات. طبيعة الجان والشياطين
ذبذباتشيطانية
إن الشيطان يستخدم نوعاً من الاهتزازات والتي أشد ما تؤثر علىالكافر، أما الذي يذكر الله تعالى فإن أزيز الشيطان لا يؤثر به، ولكن كيف تحدثالعملية؟
كيف يؤثر إبليس علينا؟
الشيطان له وسيلة تأثيربالاهتزازات أو الذبذبات غير المرئية، يقول تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَوَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَأَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27]. الشيطان يؤثر علينا بواسطةالذبذبات الشيطانية غير المرئية، وهذه الذبذبات لها ترددات عالية ولذلك نجد أن آخرسورة في القرآن ختم الله بها كتابه هي سورة الاستعاذة من الشيطان: ( قُلْ أَعُوذُبِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِالْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِوَالنَّاسِ) [سورة الناس].
كيف يؤثر الشيطان على خلايا دماغناوطريقة تفكيرنا؟ إن دماغ الإنسان يبث بشكل دائم ذبذبات كهرومغناطيسية يمكن قياسهابأجهزة خاصة، وحتى أثناء النوم لا يتوقف الدماغ عن البث لهذه الذبذبات، ويقولالعلماء إن هذه الذبذبات مع الذبذبات التي يبثها القلب تشكل مجالاً كهرومغناطيسياً يحيطبالإنسان ويمكن تصويره بكاميرا خاصة . والفكرة التي أود أنأطرحها هي أن الإنسان عندما يقرأ القرآن فإن دماغه يتفاعل بطريقة خاصة مع القرآنويبدأ الدماغ والقلب ببث الترددات الكهرمغناطيسية بطريقة مختلفة، وهذه الترددات تشكلمجالاً يحيط بالإنسان. وهناك ذبذبات لا يمكن رؤيتها تصدر عن الدماغ والقلب وتحيطبالإنسان ويمكن أن أسميها "ذبذبات قرآنية" تشكل غلافاً حول الشخص الذي يقرأالقرآن ، إن هذا المجال أو الغلاف أو الحصن يقف كالسد المنيع أمام ذبذباتالشيطان التي يبثها ويوسوس بها، ولذلك أمرنا الله تعالى أن نقرأ سورة الفلق وهيأقوى سلاح لإبعاد الشيطان وتأثيره. فعندما نقرأ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّالنَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق]يتشكل حولنا مجال قوي وذبذبات معاكسة للذبذبات التي يبثها الشيطان في عمله، فتفنيهاوتبددها وبالتالي فإننا في حالة حرب مع هذا الشيطان، كما قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَالشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76] وأعود فأقول إن هذه الأفكار هيوجهة نظر تحتمل الصواب أو الخطأ ولكن هناك الكثير من الشواهد القرآنية والآيات يمكنفهمها في ضوء العلم الحديث. فنحن كمسلمين ينبغي أن ندعو غير المسلمين وهؤلاء أناسماديون لا يفقهون إلا لغة العلم، ولكي نقرب لهم حقيقة الشيطان لابد من استخدام لغةالعلم .
إن الأسلوب الذي يستخدمه الشيطان في التأثير على البشر هوالذبذبات الشيطانية غير المرئية ولكنها مؤثرة، وهي عبارة عن ترددات من نوع خاص،يؤثر بها على الذي لا يذكر الله تعالى، أما الذي يقرأ القرآن فإن صوت القرآن ينفرالشيطان ويبعده، وبالتالي كأن هناك حرب بين ذبذبات شيطانية أو صوت الشيطان وبين صوتالحق أو القرآن. والمؤمن عندما يقرأ القرآن يحيط نفسه بمجال قوي يمنع أي شر يحيطبه، والله أعلم. ما الذي يحدث عندما نقرأ آية الكرسي؟ ما الذي يميزآية الكرسي عن غيرها من الآيات؟ إنها أعظم آية في القرآن كما أخبر بذلك نبينا محمدصلى الله عليه واله وسلم. وعند قراءة هذه الآية: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَالْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِيالسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّابِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَبِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة: 255]فإن كل حرف من حروفها له تردد خاص وعند اجتماع هذه الحروف فإنها تعطي تردداتخاصة نعتقد أنها تؤثر على الأشياء من حولنا!! إن قراءة القرآن بشكل عام تؤثرعلى كل شيء سواء كان عاقلاً أم غير عاقل، فقد أخبرنا الله تعالى أن كل شيء يسبحبحمد الله حتى الجبال والجبل كما نعلم هو تراب وصخور، يقول تعالى: (وَإِنْ مِنْشَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْإِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. ولذلك فإن الجدران من حولنا تتأثربكلام الله والماء الذي نشربه يتأثر بكلام الله، والطعام الذي نأكله يتأثر بكلامالله ويتغير تركيبه، وإلا لماذا نهى الله عن أكل اللحوم التي لم يُذكر اسم اللهعليها؟ يقول تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِوَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْلِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) .
كما قلنا إن الشيطان يستخدم ذبذبات يؤثر بها علىأوليائه الذي يطيعونه، وكل من يعصي الله لابد أنه تأثر بهذه الذبذبات أو الوساوس،فالله تعالى يقول عن أسلوب الشيطان في الإغواء: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَمِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) [الإسراء: 64] ونحن نعلم أن الصوت هو ذبذبات تنتشر في الهواء،هذا الصوت الذي نعرفه، ولكن صوت الشيطان هو ذبذبات أيضاً ولكنها غير مرئية ولا يمكنقياسها أو معرفتها ولكنها موجودة ويمكن رؤية آثارها.
إنها عملية بغاية البساطة، انظروامعي إلى قول الحق تبارك وتعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌفَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَامَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 200-201].
استخدام الماء لإبعاد تأثير الشيطان وأفضل استخدامللماء هو الوضوء، يقول تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءًلِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) [الأنفال: 11]. وبما أن المؤمن يتوضأ باستمرار فإنه لا يقربه الشيطان، ولا يؤثر به سحر أوحسد!
المبحث الثاني
الناصيــة
لماذا يكذب الإنسان أويرتكب الأخطاء؟ وهل هنالك منطقة محددة في الدماغ تتحكم بالكذب والخطأ؟ أين يوجدمركز القيادة والسلوك؟ إنها اكتشافات حديثة جداً تحدث عنهاالقرآن. مركزالكذب
كيف كان الناس ينظرون إلى الكذب قديماً وحديثاً؟ وهل تغيرت المعرفة البشريةبهذا الجانب الأخلاقي المهم في حياة الإنسان؟ إذا تتبعنا التاريخ الإنساني نلاحظ أنالناس نظروا إلى الكذب على أنه عادة سيئة فحسبولكن عندما تطور العلم وبدأ العلماء يستخدمونالتجارب العلمية لربط جميع الظواهر بأشياء مادية ومحاولة إعطائها تفسيراً علمياًمقبولاً. أي: لماذا يكذب الإنسان؟ وهل هنالك منطقة محددة في الدماغ مسؤولة عنالكذب؟ بل ماذا يحدث أثناء عملية الكذب؟ وهل هنالك طاقة يصرفها الإنسان عندمايكذب؟
تجربة جديدة لكشفالكذب في عام 2003 قام بعض العلماء بتجربة رائعة لكشف أسرار الكذب. لقد كان هدف التجربةمحاولة ابتكار جهاز لكشف الكذب، وهل من الممكن أن نستخدم هذا الجهاز في التحقيق معالمجرمين؟ وقد كان سر الإجابة في معرفة المنطقة المسؤولة عن الكذبأولاً .
جهاز جديدللتصوير بواسطة الرنين المغنطيسي حيث يقوم هذا الجهاز بمسح شامل للدماغ وإظهارالمناطق الأكثر نشاطاً.
وهكذا استنتجالعلماء أن الجزء الأمامي العلوي من الدماغ هو المسؤول عن الكذب! وهذا الجزء هو مانسميه في اللغة العربية بناصية الإنسان، أي أعلى ومقدمة الرأس، وهنا يتوضح هذاالجزء من الدماغ.
أظهرت الصورالحديثة للدماغ أثناء تجربة الكذب، أن المنطقة في أعلى ومقدمة الدماغ تنشط بشكلكبير أثناء الكذب، لاحظ البقعة الحمراء التي تشير إلى نشاط في مقدمة وأعلى الدماغحين يكذب الإنسان.
ويقول العالمScott Faroالذي أجرى هذه التجارب: عندما يقول الإنسان الحقيقة أي عندما يكون صادقاً، تكون المنطقة ذاتها في الدماغ أيالجزء الأمامي في حالة نشاط أيضاً، ويمكن أن نستنتج أن منطقة الناصية هي المسؤولةعن الصدق أو الكذب.
بل إنهم يتحدثون اليوم عن حقيقة جديدة وهي أنالدماغ قد صُمم أساساً على الصدق أو كما يعبرون عنه بقولهمtruthful is the brain's "default" modeأي أن الصدق هو النظام الافتراضيللدماغ. إنالمجرمين المحترفين من السهل عليهم خداع أي جهاز لكشف الكذب، ولذلك يحاول العلماءاليوم التوجه مباشرة إلى مصدر الكذب وهو الدماغ، وذلك باستخدام تقنية مسح الدماغFMRI scannerلاكتشاف الكذب عند المجرمين، ويؤكدون بأن هذه الطريقة تعطي نتائج دقيقةجداً. فمهما كان الإنسان بارعاً بالكذب فإنه لن يستطيع التحكم بالمنطقة الأمامية فيدماغه والتي تكون أكثر نشاطاً عندما يكذب . مع أن الملاحظ وجود عدة مناطق تنشط أثناء الكذبإلا أن العلماء يعتقدون أن هنالك منطقة محددة في الدماغ مسؤولة عن الكذب، وهيالمنطقة الأكثر نشاطاً أثناء عملية الكذب، وقد بينت القياسات كما رأينا أن المنطقةالأمامية من الدماغ هي الأكثر نشاطاً ولذلك فهي المسؤولة عن الكذب في دماغالإنسان .
في تجربة جديدة أيضاً بحث العلماء عن مصدر الخطأ في الدماغ، فقاموا بعمليةمسح شاملة لدماغ إنسان يرتكب خطأ ما، والنتيجة المفاجئة هي وجود منطقة في الدماغمسؤولة عن الأخطاء التي يرتكبها الإنسان، ولكن ما هي هذهالمنطقة؟
أظهرتالتجربة الجديدة على الدماغ أن المنطقة الأمامية أو منطقة الناصية تكون نشيطة عندارتكاب الأخطاء. وفي الشكل نلاحظ صوراً متعددة لدماغ إنسان وهو يخطئ، وكلما كانالخطأ أكبر نلاحظ ازدياد في نشاط هذه المنطقة منالدماغ.
إن الجزء الأمامي من الدماغThe frontal lobe of the brain هو أهم جزء فيالدماغ، حيث يتم فيه توجيه الإنسان والحيوان، ويتم فيه اتخاذ القرارات المهمة، سواءكانت صحيحة أم خاطئة. ويتم فيه أيضاً التخطيط للخير والشر.
لقد بينت التجارب الحديثة أنه لدى التحكم بالمشاعر والعواطف وأثناء اتخاذالقرارات المهمة، فإن المنطقة الأمامية من الدماغ تكون أكثر نشاطاً، ومن هنا استنتجالعلماء أن هذه المنطقة مسؤولة عن التحكم والسيطرة لدى الإنسان . كما أن هذا القسممن الدماغ مسؤول أيضاً عن التخطيط لدى الإنسان وإيجاد الحلول والتفكيرالإبداعي .
لقدتبين بنتيجة الأبحاث والتجارب أن منطقة المقدمة من الدماغ أو الجزء الأمامي منه هوالمسؤول عن السلوكbehaviour والاندفاع، وقد أظهرت الصور بالرنين المغنطيسي أنالمنطقة الأمامية جداً والقريبة من جبهة الرأس هي الأكثر تعقيداً والأكثر نشاطاًأثناء عمليات السلوك والهجوم والهروب وغير ذلك من أنواع السلوك والتوجه.
جاء فيمعنى كلمة (الناصية): الناصية هي قصاص الشَّعر، وتقول العرب: نصاه أي قبض بناصيتهوهي شَعر "الغرّة" أي شعر مقدمة وأعلى الرأس. وإبِلٌ ناصية: ارتفعت في المرعى. والمنتصى أعلى الواديين. ونواصي الناس أشرافهم. ونلاحظ أنالعرب زمن نزول القرآن كانت تفهم من كلمة (الناصية) أعلى ومقدمة الرأس، أو أعلىومقدمة أي شيء. وعندما نتحدث عن ناصية الإنسان فهذا يعني الحديث عن مقدمة وأعلىرأسه وبما أنالمنطقة الأمامية من الدماغ أي منطقة الناصية هي التي تمارس نشاط الكذب، فإن القرآنبذلك يكون أول كتاب تحدث عن هذه المنطقة من الدماغ وعلاقتها بالكذب بل وصفهابالكذب ( ناصية كاذبة ) وهذا سبق علميللقرآن.
أن العلماء اكتشفوا كما رأيناأن الصدق لا يكلف الدماغ شيئاً، وأن الكذب يتطلب طاقة كبيرة، وهنا تتجلى فائدةجديدة من فوائد الصدق، وسبحان الله! عندما أمرنا الله تعالى بالصدق فإن هنالك فائدةمن هذا الأمر، وهذا يثبت أن الله تعالى لا يأمر إلا بشيء فيه منفعة للبشر. يقولتعالى ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَخَيْرًا لَهُمْ) ( محمد : 21 )
ونتساءل: لماذا شبه الله تعالى الذي يكذب بالكلبالذي يلهث؟ لأن عملية الكذب والتكذيب تحتاج إلى بذل جهد وطاقة، تماماً كما يبذلالكلب طاقة كبيرة عندما يلهث. إنها بالفعل عملية تحتاج إلى تفكير وتحليل لنستيقنبأن من يكذب بآيات الله تعالى فهو كالكلب! ولذلك ختمت الآية بقوله تعالىلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ . كما رأينا فإن العلماء وجدوا أن الدماغ مصمم ليعمل على أساس الصدق، أي أنالنظام الافتراضي للدماغ هو الصدق، أي أن الإنسان يولد ودماغه مصمم ليكون صادقاً،وربما نتذكر كلام النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم عندما تحدث عن هذا الأمر فقال ( كلُّ مولود يُولَدُ على الفِطْرَة ) والله تعالى يقول ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًافِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِاللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَايَعْلَمُون )( الروم30 ) فالله تعالى قد فطر الناس منذ ولادتهم على الصدق،وهذا ما يعترف به العلم اليوم.
يقول تعالى على لسان النبي هود عليه السلام بعدما كذّبه قومه فقال لهم( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌبِنَاصِيَتِهَاإِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍمُسْتَقِيم ) ( هود : 56 ) فالله تعالى هو الذي يأخذبناصية جميع المخلوقات ويوجهها كيف يشاء، ولقد اختار الله تعالى هذه المنطقة لأنهاالمسؤولة عن التوجيه والسلوك والقيادة. وبذلك يكون القرآن أول كتاب يشير إلى أهميةهذه المنطقة من الدماغ في التوجيه والسلوك. ونتذكرأيضاً دعاء النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم يخاطب ربه( ناصيتي بيدك )وفيهذا تسليم من النبي إلى الله تعالى، بأن كل شأنه لله، وأن الله يتحكم كيف يشاءويقدر له ما يشاء. والسؤال: هل أدرك النبي الرحيم صلى الله علية واله وسلم أن منطقةالناصية تلعب دوراً مهماً في العمليات العليا للإنسان مثل الإدراك واتخاذ القراراتوالتوجيه وحل المشاكل، ولذلك سلَّم هذه المنطقة لله تعالى في دعائه. وهنا لا بدّ من أن نتساءل: هل يوجد تناقض بين ماجاء في القرآن قبل أربعة عشر قرناً، وبين ما يكشفه العلماء في القرن الحاديوالعشرين؟
المبحث الثالث
الوقاية والعلاج
الإنسان كما قال علماء النفس مركب من ثلاث عناصر وهي ( الجسم – النفس – الروح) والعامل المحرك لهذه العناصر الثلاث هو العقل بمعنى ( الدماغ ) وهو عبارة عن أنسجة وخلايا ملتصقة ببعضها البعض وهي مقسمة إلى مجموعة كبيرة من الوظائف تهتز سواءً سلباً أو إيجابياً . وقد ثبت علمياً أن كل خلية من خلايا دماغ الإنسان تهتز بعدد محدد من الذبذبات في الثانية , ويقول العلماء إن الجنين عندما يبدأ دماغه بالتخلق تبدأ خلايا دماغه بالاهتزاز . وبعد أن يصبح طفلاً تتأثر هذه الخلايا بالأحداث التي تمر على هذا الطفل سلباً وإيجاباً . فالأحداث المفرحة والسارة تعدل ذبذبات الخلايا نحو الأفضل . أما الأحداث المؤلمة والصدمات النفسية فتجعل الخلايا تهتز بصورة عشوائية ويحدث خلل في ذبذبات الخلية . والسؤال ما هو العلاج ؟ يحاول العلماء اليوم اكتشاف الخلل في هذه الخلايا , إذ أن في الخلايا كما يؤكد جميع العلماء برنامجاً أشبه بب |
|
|
|
|
|
Votre Commentaire |
|
|